"جريمة العيد"*
عن طقسٍ معتاد كلّ عيد..

لديّ طقسٌ معتاد كلّ عيد...أعود إليه راغبًا بذلك الهدوء الذي يصحبني لاكتشاف زوايا جديدة في هذا العالم. أريد من ذلك أن أبتعد ولو قليلًا من صَنْعتي وعملي، فأضعُ أمامي تأليفًا جديدًا كتابًا كان أو رواية لمؤلّفٍ جديد في موضوع جديد...أنغمس تمامًا إن كانت الكتابة جديرة!
في العيد الأخير وإحياءً للطقس ذاته قُمتُ بما هو مغايرٌ تمامًا...رواية قديمة "انتقام العدالة" 1971 قرأتها في 2007، لأكثر المؤلّفين أُلفةً عندي: أغاثا كريستي....أرغب بالاكتشاف في داخلي كيف يتغيّر تفاعلي مع ما عايشْته سابقًا؟...هل أنا من صاغَ الحكاية أم هي من سَبَكتني؟... وهلمّ جرًّا من نوعية الأسئلة الوجوديّة ذاتها!
أقرأ لأجل القراءة فقط، لا أرغب بتقصّي حكمةٍ أو غير ذلك من عاداتي في القراءة...
يبدو أنّ افتتاحيّة مارك توين لروايته "هكلبِري فِن" تُحاول التأثير عليّ من حيث لا أعلم...ولكن من دون جدوى!

قفَزَت إليّ فكرة عجيبة...!
أغاثا كريستي تكتُب لإبراز الشخصيات ثمّ تصنع الحبكة، جرائم القتل في رواياتها وسائلُ جذبٍ لا غايات، أستشعر أنّ غايتها النهائية إظهار هذا التنوّع الهائل بين الشخصيّات وتحليلهم نفسيًّا!
فما الذي فعلتُه؟
قُمت بسحب روايةٍ أخرى من الرفّ "لغز الكاريبي" 1964، كانت محلّ الظهور الأوّل لبعض الشخصيّات في الرواية بين يديّ...وبدأت بتتبّع الشخصيّات!
أنا أقرأ حاليًّا روايتين لجرائم تتحرّك فيها نفس الشخصيّات لنفس الكاتبة، أعتقد أنّ هذه "جريمة العيد"*!

*"جريمة العيد" عنوان لرواية كتَبتها أغاثا في 1938

باحث ...بإمكانك أن تراني باحثًا عن قلمي الذي أحبّه من أيّام الابتدائي أو باحثًا عن مفتاح سيّارتي متواصل الضياع أو ربما باحثًا عن موهبة، أو باحثًا عن البحث بحدّ ذاته...